التقت شبكة أخطبوط مع معالي السيد باسم السالم، وزير العمل السابق ورئيس مجلس إدارة كابيتال بنك للتعرف على وجهة نظره حول كيفية تأثير الحالة الاقتصادية الراهنة للأردن على القطاع المصرفي والمالي، وكيفية معالجة قضية البطالة في البلاد.
هل تذكر وظيفتك الأولى؟ وما هو المنصب الذي شغلته؟
عملت لدى شركة تقوم بتصنيع الأكياس البلاستيكية ولفائف الصوبات الزراعية بمنصب مدير للإنتاج.
أين تكمن أسرار النجاح برأيك؟
السر هو في طريقة تفكيركك؛ عليك التحلي بالإيجابية على الدوام، والتفكير بالنجاح بدلاً من الفشل، وأن تُحدد أحلامك وأهدافك الحقيقية، وتذكر دائماً أن الأهداف لا تعني شيئاً بدون عمل جاد لتحقيقها. عليك أن تكون مثابراً وأن تعمل بجد ولا تخشى الابتكار. ومن المهم أن تدرك نقاط قوتك وتعمل على تنميتها واستغلالها، وأن تحدد نقاط ضعفك والاستعانة بآخرين لتجاوزها.
نُصادف العديد من  الباحثين عن العمل ممن يشكون عدم توافر الفُرَص، في الوقت الذي تجد فيه الشركات صعوبة في العثور على المرشح المناسب للعمل لديها؛ ما هو سبب المشكلة برأيك؟
أعتقد أن المشكلة تنبع من حالة عدم التوافق الاخذة بالتزايد بين نتاج نظامنا التعليمي ومتطلبات السوق. ولحل هذه المشكلة أقترح أن تعمل الجامعات على إنشاء مكاتب للمعلومات تقوم بجمع البيانات من السوق بهدف توجيه الطلاب المتقدمين للدراسة نحو التخصصات التي يحتاجها السوق بالفعل.
ما هي التغيرات التي تتمنى أن تشهدها في سوق العمل الأردني؟
أود أن أشهد تحول سوق العمل الأردني إلى وجهة بدلاً من كونه محطة مؤقتة. ينال الشباب الأردني حالياً تعليمهم وخبراتهم الأولى في البلاد، ثم لا يلبثون أن يشرعوا بالعمل في الخارج في دول الخليج أو الغرب. وهذه الظاهرة تؤكد امتلاكنا للمواهب القيمة التي لم تتمكن من توظيف كافة إمكاناتها الكاملة على المستوى المحلي. كما أود أن أشهد دعم كافة الجهات المعنية في المجتمع لثقافة عمل ترتكز على أُسُس تشجيع مبادرات الأعمال، والإبداع، وتقدير النجاح. إن تعزيز مثل هذه الثقافة من شأنه الاحتفاظ بالمواهب المحلية، فضلاً عن جذبه للعناصر المتميزة من كافة أنحاء العالم.
كما أن الترويج الثقافي للعمل في الوظائف اليدوية لا يقل أهمية، حيث هنالك مئات الآلاف من الوظائف اليدوية المحلية الشاغرة والتي يشغلها الآن عُمَال وافدون، مما يكلف الاقتصاد مئات ملايين الدينارات سنوياً في التحويلات إلى الخارج، فضلاً عن خسائر أخرى من ناحية الاستهلاك والاستثمار المحلي الضائع ومضاعفاته السلبية. أعتقد أن النفور من الوظائف اليدوية هو أمر ثقافي وليس اقتصادي، حيث نلاحظ في العديد من الحالات أن بعض رواتب الوظائف اليدوية تفوق الوظائف المكتبية. لذلك يجب على المجتمع أن يقضي على ثقافة الخجل من العمالة اليدوية، وأن يعزز الوظائف اليدوية على كافة الأصعدة – الاجتماعية وغيرها – بوصفها إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الأردني.
تمتلك الأردن أحد أعلى معدلات محو الأمية في العالم؛ لماذا إذاً تعاني من ارتفاع معدلات البطالة؟
السبب الرئيسي لارتفاع معدل البطالة في الأردن لا يكمن في غياب فرص العمل، وإنما عزوف بعض الأردنيين عن قبول الأعمال المهنية أو اليدوية. لذا ينبغي على الحكومة العمل على تغيير نظرة المجتمع للأعمال المهنية. ويجب على الجيل الشاب أن يدرك أن العمل المهني لا يقل أهمية ولا احتراماً أو حتى دخلاً عن العمل المكتبي. وباختصار، فإن سوق العمل لدينا متعطش للعمال ذوي المهارات الفنية وليس لحملة الشهادات.
ما الذي يترك انطباعاً جيداً من المرة الأولى؟
الثقة بالنفس.
ما هي عناصر تحرير سيرة ذاتية رائعة، وإجراء مقابلة عمل ناجحة؟
السيرة الذاتية الجيدة هي تحتوي على معلومات وافيه ولكنها موجزة، وذات محتوى صادق، ومكتوبة بصيغة نحوية وإملائية سليمة. أما بالنسبة للمقابلة الجيدة، فعليك أن تحرص على ارتداء الملابس المناسبة، وأن تصل قبل الموعد المحدد ببضع دقائق، وأن تظهر للجنة أنك بذلت جهداً إضافياً وأمضيت بعض الوقت لمعرفة المزيد عن الشركة، فضلاً عن معرفة من سيكون حاضراً بالمقابلة. وباختصار فإن التحضير الجيد هو السر وراء كل مقابلة عمل ناجحة.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع المصرفي في الأردن؟
يعد فتور النشاط الاقتصادي العائق الأساسي لنمو وربحية القطاع المصرفي. كما تعتبر السيولة النقدية من التحديات التي تواجه هذا القطاع، لاسيما بالنسبة للبنوك الصغيرة والمتوسطة. ومع أن السيولة النقدية ضمن القطاع كافية، ولكنها غير موزعة بشكل مناسب، كما أن آليات تسهيل تدفق السيولة بين البنوك ضعيفة للغاية وغير فعالة. ومن البديهي أن التغيير المستمر في القوانين والتشريعات يضر القطاع المصرفي أيضاً.
تعد الدراسات المصرفية والمالية من التخصصات الدراسية الرائجة بالجامعات، فمن هو أكثر المرشحين تميزاً لهذه الدراسة؟
المرشح الأكثر تميزاً هو الشخص المتحمس والمحب لتخصصه. لكي تكون طالب دراسات مالية ناجح عليك أن تعمل باستمرار على تطبيق الدراسة النظرية على الحياة العملية، وأن تبقى مطلعاً على آخر المستجدات والأحداث وأن تشترك بالمجلات والصحف الاقتصادية والمالية، بالإضافة إلى محاولة تطبيق ما تعلمته في الصف على أرض الواقع، والتقدم بطلبات للحصول على فرص تدريبية خلال العطل الصيفية للتعرف عن كثب على تجربة العمل ضمن مؤسسة مالية. من شأن هذه الأمور أن تكسبك ميزة تنافسية وخبرة مهنية، كما ستؤهلك لاختيار المجالات التي تُناسبك.
ما هي النصيحة التي تقدمها للباحثين عن عمل والذين يكافحون للحصول على وظيفة؟
إن البحث عن عمل قد يكون من أصعب المهام في الحياة، ولاسيما خلال فترات الركود الاقتصادي، ومن المهم للغاية المواظبة على البحث وعدم الكلل أو الاستسلام. عليكم السعي إلى توسيع نطاق بحثكم ليشمل قطاعات متنوعة، والانفتاح على طرق أبواب المزيد من المناطق الجغرافية والقطاعات والمهن، واحرصوا على التقدم للحصول على المنح التدريبية. أو الشروع في العمل الحر عوضاً عن ذلك.
ما رأيك بعلامة أخطبوط التجارية؟
إن علامة “أخطبوط” التجارية هي الأولى من نوعها في الأردن. بدأت كمبادرة ذات تصور ناضج من قبل رواد الأعمال ونمت لتصبح إحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة الراسخة في البلاد. وساهمت أيضا في تسهيل عملية البحث عن الوظائف توفير منصة مركزية لفرص العمل. ونحن في “كابيتال بنك” نُقدر مثل هذه المشاريع الناشئة وندعمها لأنها تشارك بشكل فعال في دعم نمو اقتصاد البلاد.
——————————————————-
باسم خليل السالم
رئيس مجلس إدارة “كابيتال بانك”
بعد أن نال شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من “امبريال كوليدج” في لندن عام 1979، عاد باسم السالم إلى الأردن وبدأ مسيرته العملية في القطاع الخاص. وبعد أن ساهم في تأسيس العديد من الشركات بما فيها شركات مستلزمات تصنيع، والمشاركة بتأسيس كابيتال بنك الأردن، يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لمجلس إدارته، وانضم إلى القطاع العام في عام 2000 كعضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأردني، وبعد ذلك شغل منصب وزير العمل ووزير المالية ما بين عامي 2005 و 2009. كما شغل منصب رئيس/ عضو في العديد من المجالس الإدارية مثل مؤسسة التدريب المهني، وصندوق دعم التشغيل والتعليم والتدريب المهني والتقني، واللجنة الاستثمارية الملكية للتعليم، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، وصندوق التنمية والتشغيل، وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، وكينغز أكاديمي. وهو متزوج ولديه ولد واحد.